سبب نثر البطاطس والورود على قبر الملك الالماني The reason for scattering potatoes and roses on the grave of the German king
في أواسط القرن الثامن عشر الميلادي اهتم ملك المانيا فريدريك الأكبر بالزراعةً. في وقت تعرضت فيه أوروبا للمجاعات وانتشار الطاعون. فكان اهتمام الملك بإطعام شعبه من الأولويات ،ولم تكن البطاطس من الطعام المفضل لدى الالمان آنذاك رغم انها معروفة لهم فرأى فريدريك ان يشجع المزارع الألماني على زراعة هذا النبات الغزير الإنتاج والمفيد جنباً إلى جنب مع القمح و الأرز الذي يكثر استهلاكهما في موسم الشتاء البارد
و رغم تشجيع الملك على زراعة البطاطا. الا ان الثقافة الشعبية لم تتقبل الفكرة الملكية فحالت دون اقناع المزارع بالزراعة والمستهلك بالأقبال حتى وصل إلى حد اعتماده تمامًا عليها في طعامه، وبدأ في تصديرها حتى عرفت منسوبة إليه. في مملكة بورسيا ورغم انهماك ملكها فريدريك الثاني في مهماته العسكرية الرامية لتوحيد الشعوب المتحدثة -بالألمانية، كان كذلك ذا نظرة عميقة تتعلق بالزراعة وتأمين المؤون والغذاء، حيث قام بتجفيف المستنقعات واستصلاح أرضٍ جديدة للزراعة بل وأقام قرى كاملة بلغ عددها نحو ألف قرية.
بالتوازي مع ذلك حرص الملك على إحضار محاصيل جديدة لبلاده فقام بجلب البطاطس من أجل زراعتها أملًا في إحداث توازن بين المحاصيل الزراعية المختلفة، وتخفيف العبء عن القمح والخبز، لكنه اصطدم بذوق شعبي صلد وعنيد يأنف البطاطس ويكره زراعتها فضلًا عن أكلها. لكن فريدريك العظيم لم يستسلم، إذ قام بإصدار أوامره بزراعة البطاطس في مجموعة من الحقول حول برلين، واختار لتلك الحقول مكانًا بارزًا يراه الجميع، ثم قام بتكليف جيشه بحراسة تلك الحقول ليل نهار وبدقة تامة وبمنع أي أحد من الاقتراب بقيت الحراسة على تلك الحقول مدة من الزمن، ومعها ثارت في نفوس الناس عديد من التكهنات، وأشعرتهم أن تلك الحقول حتمًا تنطوي أرضها على نبات سحري من شأنه صناعة الفارق. بعد أن تأكد الملك من تمام هذا الشعور في نفوس مواطنيه، أصدر أوامره للحراس بتعمد عدم الاهتمام بالحراسة والتظاهر بالنوم، والسماح بشكل أو بآخر للناس بتفقد الحقول واقتناص ما بها من نباتات، وهذا ما كان يريده الملك بالضبط. وبهذه الخطة الماكرة استطاع الملك فريدريك أن يرغب شعبه في زراعة هذا النبات، وبهذا القدر من الدهاء استمر الملك في دعم زراعة البطاطس حتى انتشرت في مملكته بشكل كبير، ومنها انتشرت إلى كل أقطار العالم، لتضحو اليوم في المركز الرابع من حيث الأهمية بعد القمح والأرز والذرة بسبب مساهمته في نشر زراعة البطاطس وترغيب شعبه فيها، لا يزال كثير من زوار قبره يتذكرون له هذا المعروف، ويغدقون على قبره زهورًا وبطاطس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقكم يسعدنا فلا تحرمنا رؤية ما تكتبون لتا